تراجعت العقود الآجلة لأسعار الذهب خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأعلى لها منذ 23 من أيلول/سبتمبر وسط الاستقرار اللإيجابي لمؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في أربعة جلسات وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم وفي أعقاب إعلان شركة ميرك الألمانية نهاية الأسبوع الماضي عن عقار جديد لكورونا.
في تمام الساعة 05:59 صباحاً بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم كانون الأول/ديسمبر القادم 0.68% لتتداول عند 1,758.80$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,770.80$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,767.60$ للأوتصة، وذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار 0.19% إلى 94.01 مقارنة بالافتتاحية عند 93.83.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي صدور قراءة الميزان التجاري للبضائع والتي قد توضح اتساع العجز إلى ما قيمته 70.5$ مليار مقابل 70.1$ مليار في تموز/يوليو، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن القراءة النهائية لمؤشر معهد التزويد الخدمي من قبل ماركيت عن الولايات المتحدة والتي قد تؤكد على اتساع عند 54.4 دون تغير عن القراءة الأولية للشهر الماضي ومقابل اتساع عند 55.1 في آب/أغسطس.
وصولاً كشف معهد إدارة التوريد الأمريكي عن قراءة مؤشر معهد التزويد الخدمي والتي قد تظهر تقلص الاتساع إلى ما قيمته 59.9 مقابل 61.7 في آب/أغسطس، ويأتي ذلك قبل أن نشهد حديث نائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي وعضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح راندال كوارلز حيال تحول (Libor) المعدل الثابت لفائدة الإقراض بين المصارف في مؤتمر جمعية هيكلة التمويل في لاس فيغاس.
ويذكر أن محافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قاموا الأسبوع الماضي بشهادتهما أمام لجنة الخدمات المالية الأسبوع بمجلس النواب وذلك حيال التقرير الفصلي لقانون فيروس كورونا و"كايرز"، والتي تضمنت أعرب باول عن كون اللجنة الفيدرالية لا تزال تتوقع هدوء وتيرة الضغوط التضخمية مع الإفادة بأن الوضع صعب للغاية لكون الاحتياطي الفيدرالي يجد نفسه يتعلق بالتوتر بين التضخم والعمالة.
وأكد باول آنذاك على أن حل التوتر بين التضخم المرتفع والبطالة المرتفعة يعد القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، ما اعتبره المحللون في الأسواق بأنه اعترافاً بوجود صراع محتمل بين هدفي اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح المتمثلين في استقرار الأسعار والتوظيف الكامل، ونوه باول ضمن شهادته ما زلنا بعيدين للغاية عن التوظيف الكامل والتضخم أعلى بكثير من الهدف.
كما أفاد باول بأنه يتوقع بعض الهدوء في الضغوط التضخمية خلال النصف الأول من العام المقبل، وذلك مع تطرقه لأهمية رفع حد الدين في أقرب وقت ممكن، مؤكداً على أن الفشل في القيام بذلك الأمر سيكون له تابعيات خطيرة، وشركته في الرأي يلين التي صرحت بأنه إذا لم يرفع الكونجرس سقف الديون، فستكون كارثة، ويذكر أن مجلس النواب مرر الخميس الماضي مشروع للإنفاق لمدة تسعة أسابيع لتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استعداد المستثمرين في الأسواق لبدأ الاحتياطي الفيدرالي في تقليص مشترياته من السندات التي تبلغ 120$ مليار شهرياً ووسط تنامي القلق حال تباطؤ النمو الاقتصادي وبالأخص في الصين وارتفاع التضخم بالإضافة إلى اختناقات سلسة التوريد وأزمة الطاقة العالمية بسبب أزمة الغاز الطبيعي والتي دفعت الحكومة الصينية مؤخراً لإصدار أوامرها لشركات الطاقة لديها بتأمين إمدادات الطاقة بأي ثمن وسط نقص.
الأمر الذي دفع البيت الأبيض بدوره لإعادة التأكيد على مخاوفه حيال ارتفاع الأسعار، كما يتزامن ذلك مع المخاوف في الأسواق المالية حول المخاطر التنظيمية المنبثقة من الصين، وبالأخص حيال قطاع العقارات المثقل بالديون في الصين، حيث لم تسدد شركة مجموعة فانتازيا القابضة سندات مستحقة بقيمة 205.7$ مليون كانت مستحقة أمس الاثنين.
مما يزيد من القلق حيال شركات العقارات ذات الاستدانة الكبيرة في الصين، وبالأخص عقب أزمة الديون القائمة لأكبر مطور عقاري استثماري في الصين المثقل بالديون مجموعة شينا إيرجراند والتي تخلفت عن سداد دفعتين لفائدة السندات في الأسابيع الماضية قبل أن نشهد بالأمس إيقاف التداول على سهم المجموعة في بورصة هونج كونج، بينما لا تزال الأسواق الصينية مغلقة بسبب عطلة رسمية هناك وستفتح الجمعة القادمة.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا الجمعة الماضية إعلان شركة ميرك وشركة ريدجيباك بيوثيرابوتكس عن دواء جديد يتم تناوله عن طريق الفم لفيروس كورونا يقلل من خطر دخول المستشفي أو الوفاة بحوالي 50% في مرضي الفيروس التاجي، وفي حالة تم ترخيص ذلك الدواء من قبل الهيئات التنظيمية، يمكن أن يكون أول عقار طبي مضاد لفيروس كورونا عن طريق الفم.
ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثها أمس الاثنين في تمام 04:36 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة 234.81 مليون حالة مصابة ولقي نحو 4,800,375 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة حتى الأحد الماضي، قرابة 6,189 مليون جرعة.
Comentarios