تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة العاشرة في ثمانية عشر جلسة من الأدنى لها منذ التاسع من آذار/مارس وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية عشر في تسعة عشر جلسة من الأعلى له منذ الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، موضحاً الأدنى له منذ الثالث من آذار/مارس وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الاثنين من قبل الاقتصاد الأمريكي ومع تسعير الأسواق لتطورات جائحة كورونا. في تمام الساعة 05:30 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم حزيران/يونيو القادم 0.25% لتتداول عند 1,780.60$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,776.10$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 1,777.80$ للأوتصة، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.16% إلى 90.71 مقارنة بالافتتاحية عند 90.86. هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر طلبات البضائع المعمرة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، والتي قد تعكس ارتفاعاً 1.6% مقابل تراجع 0.9% في شباط/فبراير الماضي، كما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته ارتفاعاً 2.5% مقابل تراجع 1.2% في شباط/فبراير. بخلاف ذلك، لا يزال تفشي الفيروس التاجي في الهند خطيراً، حيث تم تسجيل ما يقرب من 350 ألف حالة إصابة يومية جديدة أمس الأحد هناك، وقد تابعنا خلال عطلة نهاية الأسبوع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن كونها ستوفر على الفور المواد الخام اللازمة لإنتاج لقاح كورونا في الهند وجاء ذلك عقب تعهد كل من بريطانيا، فرنسا وألمانيا بتقديم المساعدة للهند أيضا خلال عطلة نهاية الأسبوع. ولا تزال الحكومات الآسيوية تسعى جاهدة لتأمين إمدادات لقاحات الفيروس التاجي عقب ارتفاع أعداد المصابين بكورونا في الأسابيع الأخيرة، ويذكر أن تزايد الحالات المصابة بالفيروس التاجي يؤدي لإجهاد الأنظمة الطبية من اليابان إلى الهند ويؤدي لاستعادة الاحتياط من الجائحة وتباعاً إقرار قيود السفر والحجر الصحي، وقد تطرقت بعض التقرير لتنامي احتمالية إغلاق العاصمة اليابانية طوكيو بالإضافة إلى أوساكا ومناطق أخرى. على الصعيد الأخر، تابعنا في نهاية الأسبوع الماضي إعلان فرنسا ثاني أكبر اقتصاديات منطقة اليورو بأن المدارس ستفتح أبوابها بداً من اليوم الاثنين وأنها ستنهي القيود المفروضة على السفر المحلي منذ مطلع نيسان/أبريل بحلول الثالث من آيار/مايو القادم، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 146.05 مليون ولقي 3,092,410 شخص مصرعهم في 223 دولة. وفي سياق أخر، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد 10 أعوام 0.68% إلى 1.574% موضحاً ارتفاعه للجلسة الثانية على التوالي وارتداده للجلسة الثالثة من الأدنى له منذ 15 من نيسان/أبريل، وذلك على الرغم من توالي التأكيدات مؤخراً من قبل أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح وعلى رأسهم محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن الفيدرالي سيبقي على الفائدة صفرية حتى تحقيق تعافي اقتصادي قوي. وأفاد باول في وقت سابق من هذا الشهر أنه في الوقت المناسب سيخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي مشترياته الشهرية من السندات التي تفوق 120$ مليار، وذلك قبل اللجوء إلى زيادة الفائدة على الأموال الفيدرالية، ونود الإشارة لكون العلاقة بين العائد على سندات الخزانة وأسعار الذهب عكسية لكون الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار لا يعطي عائد، إلا أنه يعد أداة للتحوط من التضخم والذي من المتوقع أن يرتفع بقوة هذا العام.
Comments