تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو التراجع خلال الجلسة الآسيوية لتعكس استأنف مسيرات الخسائر التي توقفت بالأمس لأول مرة في تسعة جلسات متغاضية عن استأنف مؤشر الدولار الأمريكي من الأعلى له منذ العاشر من تموز/يوليو 2020 للجلسة الرابعة في سبعة جلسات وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي والتي تتضمن حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية ووزيرة الخزانة جانيت يلين ومع عدم اليقين حيال سلالة أوميكرون.
في تمام الساعة 04:54 صباحاً بتوقيت جرينتش انخفضت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم شباط/فبراير القادم 0.30% لتتداول عند 1,778.40$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,783.80$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,784.30$ للأوتصة، بينما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى 96.01 مقارنة بالافتتاحية عند 96.06.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي لصدور قراءة طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 26 من تشرين الثاني/نوفمبر والتي قد تعكس ارتفاعاً بواقع 39 ألف طلب إلى 238 ألف طلب مقابل 199 ألف طلب في القراءة الأسبوعية السابقة، كما قد توضح قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 19 من الشهر ذاته تراجعاً بواقع 49 ألف طلب إلى اثنان مليون طلب مقابل 2,049 ألف طلب.
ويأتي ذلك بالتزامن مع حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ورئيس بنك أتلانتا الاحتياطي الفيدرالي رافائيل بوستيك حيال ارتفاع تكلفة الإسكان في أمريكا في مؤتمر عقاري عبر الإنترنت يستضيفه بشكل مشترك كل من بنك أتلانتا ودالاس الاحتياطي الفيدرالي، ويأتي ذلك قبل أن نشهد حديث وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في مقابلة لها عبر الإنترنت تحت عنوان "قيادة الطريق في الأوقات الصعبة" في مؤتمر رويترز نيكست.
كما نتطلع إلى تقديم عضو اللجنة الفيدرالية ونائب محافظ الاحتياطي الفيدرالي راندال كوارلز أفكار المغادرة في معهد أمريكان إنتربرايز في واشنطون، وذلك قبل أن نشهد حديث عضوان آخران في اللجنة الفيدرالية وهما نائب محافظ الفيدرالي توماس باركين رئيسة سان فرانسيسكو الاحتياطي الفيدرالي ماري دالي في دردشة بجانب المدفأة تحت عنوان "حالة سوق العمل" في حدث عبر الإنترنت يستضيفه معهد بيترسون للاقتصاد الدولي.
ويتزامن ذلك مع حديث أخر لبوستيك في مقابلة له عبر الإنترنت تحت عنوان "تمويل تعافي كوفيد مع الرياح الاقتصادية المعاكسة الجديدة" في مؤتمر رويتز نكست، ويأتي ذلك عقب ساعات من شهادة كل من محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ووزيرة الخزانة يلين حيال قانون "كايرز" أمام الكونجرس ومثولهما الثلاثاء أمام اللجنة المصرف والإسكان والشئون الحضرية بمجلس الشيوخ والأربعاء أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب.
ونود الإشارة، لكون باول نوه الثلاثاء ضمن شهادته لكون مخاطر التضخم المرتفع قد تزايدت، معرباً زادت مخاطر التضخم، ولكون "بشكل عام الأسعار المرتفعة التي نشهدها مرتبطة باختلالات العرض والطلب والتي تعود بشكل مباشر للوباء وإعادة فتح الاقتصاد"، مع أفادته بأن اختبار الاحتياطي الفيدرالي للتضخم قد تم تلبيته بشكل جلي وأنه وقت جيد لسحب "انتقالي" من التضخم، موضحاً أن "انتقالي" يعني عدم ترك علامة دائمة على الأسعار.
كما أعرب باول آنذاك أن الأمر سوف يستغرق وقتاُ أطول لاستعادة مشاركة القوي العاملة، مشيراً لكون خطر التضخم المرتفع يعد خطر على العودة للتوظيف الكامل، ومضيفاً مخاطر استمرار التضخم المرتفع تزايدت، وذلك مع تطرقه لكون التوقعات الأساسية هي أن التضخم سوف يعود للأسفل على مدار العام المقبل، وأفادته بأن اللجنة الفيدرالية سوف تستخدم أدواتها للتأكيد على أن التضخم المرتفع لا يصبح راسخ.
ونوه باول إلى أنه يمكن النظر في تسريع وتيرة تقليص شراء السندات لبعض شهور، مع تطرقه لكون سلالة أميكرون كوفيد تعد خطر، ليس مدرج في التوقعات، مضيفاً أنه في غضون الأسبوع المقبل إلى عشر أيام، سوف نعرف المزيد عن متغير أوميكرون وحينها يمكننا تقييم تأثيره على الاقتصاد، وصفاً السلالة الجديدة من الفيروس التاجي شديدة العدوي التي تم اكتشفها مؤخراً في جنوب أفريقيا، بأنها خطر، لكنه ليس مدرج في التوقعات.
وفي نفس السياق، أعرب باول أنه لا يعتقد أن تأثير أوميكرون سوف تكون مخالف للمقارنة مع آذار/مارس 2020، مع تأكيده على أن تركيز صانعي السياسة النقدية لدى الاحتياطي الفيدرالي ينصب على الحد الأقصى للتوظيف واستقرار الأسعار، ونود الإشارة، لكون سحب باول لكلمة "انتقالي" في وصفه للتضخم عززت رهانات المستثمرين في الأسواق حيال فرص رفع الفائدة على الأموال الفيدرالية، ما قد اتساع منحنى العائد ليصبح أكثر تسطحاً.
وختاماً أشار باول آنذاك لكون من المعقول أن يتم خلال الاجتماع المقبل للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح مناقشة ما إذا كان سيتم إنهاء برنامج شراء السندات قبل بضعة أشهر من المقترح الاجتماع السابق التي أشارت لخفض وتيرة الشراء بواقع 15$ مليار شهرياً ليتم إنهاء البرنامج بحلول منتصف 2022، مضيفاً أن الأسواق كانت تستعد للعودة إلى تضخم أقل على المدى الطويل، وما أغفلنه فيما يتعلق بالتضخم كان قضايا جانب العرض، لم نتنبأ بها.
وأفاد باول بالأمس خلال فعليات النصف الثاني من شهادته أمام الكونجرس أن سياسة بنك الاحتياكي الفيدرالي ستكون متكيفة في ظل مخاطر التضخم القائم، موضحاً أنه مقبول أن ندرس تسريع وتيرة خفض مشتريات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح من السندات في الاجتماع القادم من أجل الانتهاء منه قريباً، مضيفاً أنه يجب إلا يكون خفض مشتريات السندات من قبل الاحتياطي الفيدرالي حدثاً مزعجاً في الأسواق، لا نتوقع أن يكون كذلك.
كما أعرب باول عن كون الاحتياطي الفيدرالي لديه سياسة متكيفة للغاية حتى بعد خفض مشتريات السندات، ما يعني أنها مناسبة لنا، مضيفاً أنه اللجنة الفيدرالية سوف تراقب وتنظم الشركات المصرفية الكبرى لإدارة المخاطر المناخية، ورداً على أسئلة أعضاء الكونجرس، صرح باول تغير المناخ لا يغير توجهات سياسة الاحتياطي الفيدرالي الآن لكون تطور النهج.
وختاماً تطرق باول بالأمس لكون الأجور ارتفعت بشكل ملحوظ، موضحاً أن الاحتياطي الفيدرالي لا يور أنها تتحرك للأعلى بوتيرة قد تتسبب في حدوث تضخم، وجاء ذلك مع تكراره لكون مخاطر التضخم المستمر تزايدت بشكل واضح، وأنه من المتوقع أن ينحسر في النصف الثاني من 2022 وفقاً لمجمل التوقعات، مضيفاً أن سياسات الاحتياطي الفيدرالي استجابت للتضخم وستستمر في القيام بذلك.
وفي سياق أخر، أعربت يلين الثلاثاء رداً على أسئلة أعضاء الكونجرس، أنه بافتراض الأسعار سترتفع للأعلى على مدى السنوات المقبلة، إلا أنها ستظل أقل من المتوسط على المدى الطويل، موضحة أن عبء الفوائد على الديون "يمكن إدارته بشكل جيد"، موضحة أن الخطط المالية لإدارة الرئيس الأمريكي بايدن للبنية التحتية وإعادة البناء لن تؤدي لتفاقم الدين أو مسار العجز، ومضيفة أن اتفاقية الضرائب الدولية ستساعد الشركات المحلية فقط.
كما صرحت يلين بالأمس أمام أعضاء الكونجرس بأن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة يتركز على السلع، والتي تتسبب في زيادة مشاكل سلسلة التوريد بشكل موسع، ونوهت أيضا الأربعاء في رد لها على أسئلة أعضاء الكونجرس لكون تسجيل عدد من "الاستقالات" يعكس الثقة المرتفعة في امكانية الحصول على وظيفة أفضل; هناك صدمة غير عادية أصابت الاقتصاد; لا يزال الكثير يخافون كوفيد في مكان العمل.
بخلاف ذلك، تابعنا في مطلع الأسبوع أفادت اثنان من خبراء الصحة من جنوب أفريقيا التي اكتشف فيها سلالة كورونا الجديدة أوميكرون، بأن الأعراض خفيفة حتى الآن مع حثهما لمنظمة الصحة العالمية على توخي الحذر وسط التأكيد على أن تقييم المرض سيستغرق وقتاً، وتابعنا أيضا أفادت كبير المسئولين الطبيين بشركة موديرنا الأمريكية أن اللقاح المعاد صياغته لمكافحة السلالة الجديدة قد يكون متاح في وفت مبكر من العام الجديد.
وفي نفس السياق، فقد أفادت منظمة الصحة العالمية الاثنين الماضي بأنه من المرجح أن يكون متحور أوميكرون كوفيد أكثر انتشاراً ويشكل خطر عالمي "مرتفع للغاية" وجاء ذلك عقب ساعات من إعلان المنظمة الأحد الماضي في بيان لها أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الإصابة بأوميكرون تسبب مرضاً أكثر خطورة مقارنة بالسلالات الأخرى، بما في ذلك دلتا، وصفه أوميكرون بأنه "نوع من القلق".
ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة والتي تم تحديثها أمس الأربعاء في تمام 05:16 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة 262.18 مليون حالة مصابة ولقي نحو 5,215,745 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل منظمة الصحة العالمية حتى الاثنين الماضي، قرابة 7,773 مليون جرعة.
على الصعيد الأخر، أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي مطلع الشهر الماضي أن الطلب على الذهب شهد تراجع 9% في التسعة أشهر الأول من 2021 مقارنة بنفس الفترة من 2019 وتحديداً قبل الجائحة، كما أوضحت البيانات أن انخفاض الطلب يرجع لضعف مشتريات المصارف المركزية، بينما ارتفع الطلب على الحلي والمجوهرات 50% وتراجع الطلب من قبل صناديق الاستثمار المتداولة، وعلى أساس فصلي تراجع الطلب 7% إلى 831 طن.
Comments