تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتدادها للجلسة الثانية من الأدنى لها منذ 16 من نيسان/أبربل، موضحة الأعلى لها منذ 23 من هذا الشهر متغاضية عن ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأدنى له منذ 26 من شباط/فبراير وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.
في تمام الساعة 05:58 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم حزيران/يونيو القادم 0.15% لتتداول عند 1,784.50$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,781.90$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,773.90$ للأوتصة، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.02% إلى 90.56 مقارنة بالافتتاحية عند 90.54.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة عن الربع الأول من هذا العام والتي قد تظهر اتساع أكبر اقتصاد في العالم 6.3% مقابل نمو 4.3% في الربع الرابع من العام الماضي، كما قد تعكس القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي المقاس بالأسعار عن الربع الفصلي الماضي تسارع النمو إلى 2.6% مقابل 2.0% في الربع الرابع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 24 من نيسان/أبريل والتي قد تعكس انخفاضاً بواقع ألفان طلب إلى 545 ألف طلب مقابل 547 ألف طلب في القراءة السابقة، كما قد تظهر قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 17 من هذا الشهر تراجعاً بواقع 60 ألف طلب إلى 3,614 ألف طلب مقابل 3,674 ألف طلب.
وصولاً للكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مبيعات المنازل القائمة والتي قد تعكس ارتفاعاً 4.2% مقابل تراجع 10.6% في شباط/فبراير، بخلاف ذلك، تابعنا منذ قليل كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطط لحزمة تحفيزية بقيمة 1.8$ تريليون خلال خطابه الأول في جلسة مشتركة للكونجرس الأمريكي، وتهدف الإدارة الأمريكية لتمويل تلك الحزمة جزئياً من خلال أكبر زيادات ضريبية على الأمريكيين الأثرياء منذ عقود.
هذا وتشمل الحزمة التحفيزية الإعفاءات الضريبية والأولويات المحلية والتي تتضمن رعاية الأطفال والإجارة العائلة مدفوعة الأجر، بالإضافة إلى كليات مجتمعية بدون رسوم، بخلاف ذلك، صرح بايدن في خطابه "نحن ضد الصين في المنافسة"، موضحاً "الولايات المتحدة ستحارب سياسات التجارة غير العادلة مثل دعم الشركات المملوكة للدولة وإلى جانب القرصنة للتكنولوجيا والملكية الفكرية الأمريكية".
وفي سياق أخر، تابعنا أيضا منذ قليل انقضاء فعليات اجتماع الجنة الفيدرالية للسوق المفتوح 27-28 نيسان/أبريل والذي أبقى من خلاله صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة المرجعية قصيرة الآجل عند الأدنى لها على الإطلاق ما بين الصفر و0.25% للاجتماع التاسع على التوالي، الأمر الذي جاء متوافقة مع التوقعات، وذلك مع المضي قدماً في برنامج شراء السندات والذي يفوق ما قيمته 120$ مليار شهرياً.
كما تابعنا بالأمس فعليات المؤتمر الصحفي لمحافظ الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب الاجتماع والذي أعرب من خلاله "الانتعاش لا يزال غير منتظم، ولا يزال غير مكتمل"، مضيفاً أن معدل البطالة 6% يقلل من فجوة العمل، وموضحاً "نحن قلقون للغاية بشأن الندوب في سوق العمل، مع أفادته أنه من المشكوك فيه أننا سنشهد زيادة مطردة في التضخم مع استمرار الركود في سوق العمل.
وفي نفس السياق، نوه باول لكون توقعات التضخم الآن أكثر اتساقاً مع هدف التضخم عند 2% مقارنة بما كان عليه قبل جائحة كورونا، وأن الارتفاع العابر في التضخم هذا العام لن يفي بالمعايير الخاصة برفع الفائدة، مضيفاً أن الوقت ليس مناسب لبدء الحديث عن تشديد السياسة النقدية وتقليص برنامج شراء السندات، مع أفادته بأن أسعار بعض الأصول مرتفعة وأن الاقتصاد يكتسب زخماً إيجابياً.
هذا وانخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد 10 أعوام 0.11% إلى 1.613% موضحاً ارتداده للجلسة الثانية على التوالي، من الأعلى له منذ 13 من نيسان/أبريل، وذلك في ظلال توالي التأكيدات من قبل صانعي السياسة النقدية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي وعلى رأسهم محافظ الاحتياطي الفيدرالي باول بأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح سيبقي على الفائدة صفرية حتى تحقيق تعافي اقتصادي قوي.
ويذكر أن باول نوه مسبقاً لكون في الوقت المناسب سيخفض الاحتياطي الفيدرالي مشترياته الشهرية من السندات، وذلك قبل اللجوء إلى زيادة الفائدة على الأموال الفيدرالية، ونود الإشارة لكون العلاقة بين العائد على سندات الخزانة وأسعار الذهب عكسية لكون الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار لا يعطي عائد، إلا أنه يعد أداة للتحوط من التضخم والذي من المتوقع أن يرتفع بقوة هذا العام.
بخلاف ذلك، لا يزال القلق في الأسواق قائم حيال تفاقم تفشي الفيروس التاجي في الاقتصاديات الناشئة من الهند إلى البرازيل والتي تدفع بنظام الرعاية الصحية إلى حافة الهاوية ومن عودة القيود في العديد من المناطق على مستوى العالم بما في ذلك العاصمة اليابانية طوكيو ومدينة أوساكا اليابانية للحد من انتشار عدى الفيروس التاجي، بينما العالم المتقدم يسير على مسار تعافي أكثر ثباتاً مع وتيرة أسرع للتطعيمات خلال الآونة الأخيرة.
ويذكر أن فرنسا ثاني أكبر اقتصاديات منطقة اليورو أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي بأن المدارس ستفتح أبوابها بداً من يوم الاثنين الموافق 26 نيسان/أبريل وأنها ستنهي القيود المفروضة على السفر المحلي منذ مطلع نيسان/أبريل بحلول الثالث من آيار/مايو القادم، ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة 148.33 مليون ولقي 3,128,962 شخص مصرعهم في 223 دولة.
コメント