تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لتعكس استأنف مسيرات مكاسبها اليومية التي توقفت الجمعة الماضية لأول مرة سبعة جلسات لتنهي حينها أطول مسيرات مكاسب يومية لها منذ تموز/يوليو 2020 مع الاستقرار السلبي لمؤشر الدولار الأمريكي وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية في مطلع هذا الأسبوع من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم ومع التطلع اليوم الاثنين إلى حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح.
في تمام الساعة 05:20 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم حزيران/يونيو القادم 0.06% لتتداول عند 1,886.70$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,885.60$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأسبوع الماضي عند 1,878.90$ للأونصة،
وذلك مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.02% إلى 90.01 مقارنة بالافتتاحية عند 90.03.
هذا وتتطلع الأسواق إلى ما سوف يسفر عنه حديث أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح بدايتاً مع حديث نائبة محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد عن العملات الرقمية في الاجتماع الافتراضي من قبل مؤتمر "كوين-دسك"، وذلك قبل أن نشهد لاحقاً حديث رئيس بنك أتلانتا الاحتياطي الفيدرالي رافائيل بوستيك عن استجابة الساسة العامة لجائحة كورونا في حدث عبر الإنترنت يستضيفه معهد هومر هويت.
بخلاف ذلك، تتطلع الأسواق لإلقاء محافظ بنك اليابان هارهيكو كورودا ملاحظات افتتاحية في مؤتمر عبر الإنترنت يشترك في استضافته البنك المركزي الياباني ومعهد الدراسات النقدية والاقتصادية، كما يترقب المستثمرين أيضا في وقت لاحق اليوم إدلاء محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي بشهادته إلى جانب أعضاء آخرين في لجنة السياسة النقدية حول تقرير السياسة النقدية للبنك المركزي البريطاني أمام لجنة اختيار الخزانة في لندن.
وفي سياق أخر، يشهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد 10 أعوام استقرار إيجابي مع ارتفاعه 0.10% إلى 1.622% ليعكس استأنف ارتداده للجلسة السابعة في أثني عشرة جلسة من الأدنى له منذ 11 من آذار/مارس.
ويذكر أن العائد شهد اكبر ارتفاع يومي له منذ 18 من آذار/مارس مع ارتفاعه في الخامس من هذا الشهر 4.73% للأعلى له في خمسة أسابيع آنذاك في أعقاب أظهر قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر نيسان/أبريل أكبر ارتفاع منذ عام 2009.
ويأتي ذلك في أعقاب ارتفاع أسعار السلع والذي أثار القلق حيال التضخم وعزز التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على تقليص التحفيز بشكل مبكر لكبح جماح التضخم، وذلك على الرغم من توالي التأكيدات مؤخراً من قبل أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح وعلى رأسهم محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على الفائدة صفرية حتى تحقيق تعافي اقتصادي قوي.
ويذكر أن باول أفاد مسبقاً أنه في الوقت المناسب سيخفض الاحتياطي الفيدرالي مشترياته الشهرية من السندات التي تفوق 120$ مليار شهرياً، وذلك قبل اللجوء إلى زيادة الفائدة على الأموال الفيدرالية، ونود الإشارة لكون العلاقة بين العائد على سندات الخزانة وأسعار الذهب عكسية لكون الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار لا يعطي عائد، إلا أنه يعد أداة للتحوط من التضخم والذي من المتوقع أن يرتفع بقوة هذا العام.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا الأسبوع الماضي تحذير منظمة الصحة العالمية من أن جائحة كورونا لم تنتهي بعد على الرغم من ارتفاع معدل التطعيم ضد الفيروس التاجي في بعض البلدان، وأن في آسيا شهدت أماكن مثل سنغافورا وتايوان انتعاشاً في الآونة الأخيرة في الإصابات المحلية، ما دفع السلطات المحلية هناك إلى تشديد القيود في ضمن الجهود الرامية للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر تصنيفها للسلالة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا في الهند مصدراً للمخاوف حول العالم، بينما لا يزال العالم المتقدم ثابتاً على مسار التعافي من جائحة كورونا مع وتيرة أسرع للتطعيم ضد الفيروس الناجي، ما يطغي بشكل أو بأخر على تفاقم تفشي فيروس كورونا في الاقتصاديات الناشئة وبالأخص الهند والتي تدفع بنظام رعايتها الصحية لحافة الهاوية.
ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثه بالأمس في تمام 02:45 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لقرابة 166.35 مليون حالة مصابة ولقي نحو 3,449,117 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة الجمعة الماضي، ما يفوق 1,448 مليون جرعة.
Comments