تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد استقرارها بالقرب من الأعلى لها في أكثر من أربعة أشهر وسط ارتداد مؤشر الدولار الأمريكي من الأعلى له منذ 20 من أيار/مايو وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الخميس من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم.
في تمام الساعة 05:16 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم حزيران/يونيو القادم 0.04% لتتداول عند 1,900.10$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,899.30$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,903.80$ للأوتصة، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.04% إلى 90.04 مقارنة بالافتتاحية عند 90.08.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن القراءة الثانية لمؤشر الناتج المحلي الإجمالي والتي قد تعكس اتساع أكبر اقتصاد في العالم 6.5% خلال الربع الأول، مقارنة باتساع 6.4% في القراءة الأولية السابقة ومقابل اتساع 4.1% في الربع الرابع الماضي، بينما قد تؤكد القراءة الثانية للمؤشر ذاته المقاس بالأسعار على نمو 4.1% دون تغير يذكر عن القراءة الأولية ومقابل نمو 2.1% في الربع الرابع.
ويأتي ذلك بالتزامن مع الكشف عن قراءة مؤشر طلبات البضائع المعمرة التي تمثل نحو نصف الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، والتي قد تعكس استقرار وتيرة النمو عند 0.8% خلال نيسان/أبريل، بينما قد تظهر القراءة الجوهرية للمؤشر ذاته تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.8% مقابل 1.9% في آذار/مارس الماضي.
كما يأتي ذلك بالتزامن مع صدور قراءة طلبات الإعانة للأسبوع المنقضي في 22 من أيار/مايو والتي قد تعكس انخفاضاً 17 ألف طلب إلى 427 ألف طلب، كما قد توضح قراءة طلبات الإعانة المستمرة للأسبوع المنقضي في 15 هذا الشهر تراجعاً 71 ألف طلب إلى 3.68 مليون طلب، وذلك قبل أن نشهد الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مبيعات المنازل القائمة والتي قد تظهر تباطؤ النمو إلى 0.6% مقابل 1.9% في آذار/مارس.
وفي سياق أخر، يشهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد 10 أعوام استقرار سلبي مع انخفاضه بنسبة 0.21% إلى 1.579% ليعكس استأنف مسيرات خسائره اليومية التي توقفت بالأمس لأول مرة في خمسة جلسات واستأنف ارتداده من الأعلى له منذ السادس من نيسان/أبريل الماضي للجلسة الثامنة في أحدى عشرة جلسة.
ويذكر أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد 10 أعوام شهد في 12 من أيار/مايو اكبر ارتفاع يومي له منذ 18 من آذار/مارس مع ارتفاعه آنذاك 4.73% للأعلى له في خمسة أسابيع حينها في أعقاب أظهر قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر نيسان/أبريل أكبر ارتفاع منذ عام 2009، الأمر الذي عزز القلق حيال وتيرة تسارع نمو الضغوط التضخمية في أكبر اقتصاد في العالم.
ويأتي ذلك في أعقاب ارتفاع أسعار السلع والذي أثار القلق حيال التضخم وعزز التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على تقليص التحفيز بشكل مبكر لكبح جماح التضخم، وذلك على الرغم من توالي التأكيدات خلال الآونة الأخيرة من قبل أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح وعلى رأسهم محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على الفائدة صفرية حتى تحقيق تعافي اقتصادي قوي.
ويذكر أن باول أفاد مسبقاً أنه في الوقت المناسب سيخفض الاحتياطي الفيدرالي مشترياته الشهرية من السندات التي تفوق 120$ مليار شهرياً، وذلك قبل اللجوء إلى زيادة الفائدة على الأموال الفيدرالية، ونود الإشارة لكون العلاقة بين العائد على سندات الخزانة وأسعار الذهب عكسية لكون الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار لا يعطي عائد، إلا أنه يعد أداة للتحوط من التضخم والذي من المتوقع أن يرتفع بقوة هذا العام.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا الأسبوع الماضي تحذير منظمة الصحة العالمية من أن جائحة كورونا لم تنتهي بعد على الرغم من ارتفاع معدل التطعيم ضد الفيروس التاجي في بعض البلدان، وأن في آسيا شهدت أماكن مثل سنغافورا وتايوان انتعاشاً في الآونة الأخيرة في الإصابات المحلية، ما دفع السلطات المحلية هناك إلى تشديد القيود في ضمن الجهود الرامية للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر تصنيفها للسلالة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا في الهند مصدراً للمخاوف حول العالم، بينما لا يزال العالم المتقدم ثابتاً على مسار التعافي من جائحة كورونا مع وتيرة أسرع للتطعيم ضد الفيروس الناجي، ما يطغي بشكل أو بأخر على تفاقم تفشي فيروس كورونا في الاقتصاديات الناشئة وبالأخص الهند والتي تدفع بنظام رعايتها الصحية لحافة الهاوية.
ونود الإشارة، لكون وزارة الصحة الهندية ذكرت الاثنين بأن الهند سجلت نحو 221,315 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليبلغ بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس التاجي في الهند أكثر من 26.75 مليون حالة، وبلغت الوفيات 4,454 حالة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 303,720 حالة حتى الاثنين، وتحتل الهند المرتبة الثانية بقائمة الدول الأكثر تضرراً من جائحة كورونا بعد الولايات المتحدة بإصابات فاقت 33.16 مليون حالة ووفيات بقرابة 590 ألف حالة.
ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثه بالأمس في تمام 02:48 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 167.49 مليون حالة مصابة ولقي نحو 3,482,907 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة أمس الأربعاء، أكثر من 1,491 مليون جرعة.
Comments