تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الذهب في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد الأعلى لها منذ الثامن من كانون الثاني/يناير مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي واستقراره بالقرب من الأدنى له في أكثر من أربعة أشهر وفقاً للعلاقة العكسية بينهما وسط شح البيانات الاقتصادية اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي ومع التطلع لحديث عضو اللجنة الفيدرالية ونائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي راندال كوارلز.
في تمام الساعة 05:07 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الذهب تسليم حزيران/يونيو القادم 0.39% لتتداول عند 1,909.80$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 1,902.40$ للأونصة، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 1,900.50$ للأوتصة، وذلك مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي 0.08% إلى 89.62 مقارنة بالافتتاحية عند 89.70.
هذا وتتطلع الأسواق إلى ما سوف يسفر عنه حديث عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح ونائب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي راندال كوارلز حيال تنظيم التأمين في حدث عبر الإنترنت يستضيفه المنتدى الدولي للتأمين التابع للجمعية الوطنية للتأمين، وذلك قبل أن يطلع علينا كوارلز مرة أخرى اليوم للحديث عن التوقعات الاقتصادية في حدث عبر الإنترنت يستضيفه مركز هتشينز للسياسة المالية والنقدية.
وفي سياق أخر، يشهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات أمد 10 أعوام ارتفاعاً 1.08% إلى 1.576% ليعكس ارتفاعه لأول مرة في خمسة جلسات وارتداده للجلسة الثانية من الأدنى له منذ السابع من أيار/مايو، حينما اختبر الأدنى له منذ 11 من آذار/مارس، ويذكر أن العائد شهد في الخامس من هذا الشهر اكبر ارتفاع يومي له في شهرين عقب أظهر قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر نيسان/أبريل أكبر ارتفاع منذ 2009.
وتابعنا الاثنين الماضي أعرب عضو اللجنة الفيدرالية ورئيس سانت لويس الاحتياطي الفيدرالي جيمس بولارد "أعتقد أنه سيأتي وقت يمكننا فيه التحدث أكثر عن تغيير معايير السياسة النقدية، ولا أعتقد أننا يجب أن نفعل ذلك بينما لا نزال في جائحة"، كما نوه بولارد وأعضاء آخرين في اللجنة لكونهم لن يتفاجأوا برؤية الاختناقات ونقص الإمدادات يدفعان الأسعار للأعلى في الأشهر المقبلة مع انحسار الجائحة، إلا أن الكثير من تلك المكاسب مؤقتة.
ويأتي ذلك في أعقاب ارتفاع أسعار السلع والذي أثار القلق حيال التضخم وعزز التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يقدم على تقليص التحفيز بشكل مبكر لكبح جماح التضخم، وذلك على الرغم من توالي التأكيدات خلال الآونة الأخيرة من قبل أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح وعلى رأسهم محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأن الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على الفائدة صفرية حتى تحقيق تعافي اقتصادي قوي.
ويذكر أن باول أفاد مسبقاً أنه في الوقت المناسب سيخفض الاحتياطي الفيدرالي مشترياته الشهرية من السندات التي تفوق 120$ مليار شهرياً، وذلك قبل اللجوء إلى زيادة الفائدة على الأموال الفيدرالية، ونود الإشارة لكون العلاقة بين العائد على سندات الخزانة وأسعار الذهب عكسية لكون الذهب الذي يعد ملاذ آمن وبديل للاستثمار لا يعطي عائد، إلا أنه يعد أداة للتحوط من التضخم والذي من المتوقع أن يرتفع بقوة هذا العام.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا الأسبوع الماضي تحذير منظمة الصحة العالمية من أن جائحة كورونا لم تنتهي بعد على الرغم من ارتفاع معدل التطعيم ضد الفيروس التاجي في بعض البلدان، وأن في آسيا شهدت أماكن مثل سنغافورا وتايوان انتعاشاً في الآونة الأخيرة في الإصابات المحلية، ما دفع السلطات المحلية هناك إلى تشديد القيود في ضمن الجهود الرامية للحد من تفشي فيروس كورونا.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر تصنيفها للسلالة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا في الهند مصدراً للمخاوف حول العالم، بينما لا يزال العالم المتقدم ثابتاً على مسار التعافي من جائحة كورونا مع وتيرة أسرع للتطعيم ضد الفيروس الناجي، ما يطغي بشكل أو بأخر على تفاقم تفشي فيروس كورونا في الاقتصاديات الناشئة وبالأخص الهند والتي تدفع بنظام رعايتها الصحية لحافة الهاوية.
ونود الإشارة، لكون وزارة الصحة الهندية ذكرت الاثنين بأن الهند سجلت نحو 221,315 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليبلغ بذلك إجمالي الإصابات بالفيروس التاجي في الهند أكثر من 26.75 مليون حالة، وبلغت الوفيات 4,454 حالة ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 303,720 حالة حتى الاثنين، وتحتل الهند المرتبة الثانية بقائمة الدول الأكثر تضرراً من جائحة كورونا بعد الولايات المتحدة بإصابات فاقت 33.16 مليون حالة ووفيات بقرابة 590 ألف حالة.
ووفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والتي تم تحديثه بالأمس في تمام 01:59 مساءاً بتوقيت جرينتش، فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس التاجي لأكثر من 167 مليون حالة مصابة ولقي نحو 3,472,068 شخص مصرعهم، في حين بلغ عدد جرعات اللقاح المعطاة وفقاً لأخر تحديث من قبل المنظمة الاثنين الماضي، قرابة 1.49 مليار جرعة.
Comments